هل الانزلاق الغضروفي يسبب الشلل؟

يُصيب الانزلاق الغضروفي العنقي ملايين الأشخاص حول العالم، ويحدث نتيجة تحرك الغضروف -الذي يعمل كوسادة تمتص الصدمات بين فقرات العمود الفقري- من مكانه الطبيعي، ومن ثمَّ يضغط على الأعصاب الشوكية المحيطة به مسببًا أعراضًا مؤلمة للغاية، أبرزها ضعف عضلات الكتف والذراعين والخدر. 

ويعيش هؤلاء المرضى حالة من القلق والخوف المستمرين بسبب القصص المتداولة حول مخاطر هذا المرض على المدى البعيد، مما يدفعهم للتساؤل “هل الانزلاق الغضروفي يسبب الشلل؟ وكيف يمكن التعايش معه بطريقة صحيحة للحفاظ على سلامة فقرات الرقبة؟” نُجيب عن تلك التساؤلات باستفاضة خلال سطور مقالنا التالي. 

هل الانزلاق الغضروفي يسبب الشلل؟

مع الأسف قد يكون الشلل إحدى مضاعفات الانزلاق الغضروفي العنقي وأخطرها على الإطلاق، إذ ينجم عن ضغط الغضروف على أعصاب الحبل الشوكي لفترة طويلة، ما يُصيبها بالتلف، ولكن المُطمئن في الأمر أنه لا يحدث سوى في المراحل المتقدمة من المرض. 

وفي هذا السياق، قد يتردد في ذهنك الآن سؤالًا، ألا وهو “هل الانزلاق الغضروفي خطيرلهذه الدرجة أم أن الخطأ في طريقة تعامل المرضى معه؟”. 

تعتمد إجابة هذا السؤال على عدّة عوامل، أهمها موقع الانزلاق في الفقرات العنقية ومدى تأثيره في صحة الأعصاب والخطة العلاجية المتبعة، والمرحلة التي خضع فيها المريض للعلاج.

هل تُصاب جميع حالات الانزلاق الغضروفي بالشلل؟

لا، خاصةً إذا لم يتجاهل المريض أيًا من أعراض الانزلاق الغضروفي البسيط وسارع إلى زيارة الطبيب فور ظهورها، فحينئذ يتلقى العلاج المناسب قبل أن تتفاقم الإصابة وتتأذى الأعصاب. 

علاج الانزلاق الغضروفي العنقي يحمي المريض من مضاعفات جمّة

وضع خطة العلاج المناسبة يحمي المريض من مضاعفات جمّة، أخطرها الشلل، ولعل أبرز الخيارات الفعالة في إنجاح هذه الخطة ما يلي: 

  • العلاج التحفظي

يُوصى بالعلاج التحفظي في حالات الانزلاق الغضروفي العنقي البسيطة والمتوسطة، ويشمل الآتي: 

  • تناول الأدوية، بما في ذلك المسكنات ومرخيات العضلات وحُقن الكورتيزون. 
  • الخضوع لجلسات العلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالرقبة وتخفيف الألم الناتج عن ضغط الغضروف على الأعصاب. 
  • العلاج الجراحي

وتحتاجه فئة قليلة من المرضى حتى يُخفف آلامهم ويحميهم من الإصابة بالشلل بنسبة كبيرة، وقد تختلف خطواته حسب حالة كل مريض لتشمل ما يلي:

  • إزالة الجزء البارز من الغضروف فقط، والذي يضغط على الأعصاب التي تُرسل إشارات الألم إلى مخ. 
  • استئصال الغضروف بالكامل وتثبيت الفقرات المحيطة به معًا. 

هل تُسبب جراحة الانزلاق الغضروفي العنقي الشلل؟

نادرًا ما تؤدي جراحة الانزلاق الغضروفي العنقي إلى الإصابة بالشلل، فبحسب الإحصائيات قد تعاني حالة واحدة من كل 10 آلاف حالة تلك الإصابة، وترجع أسباب حدوثها إلى اختيار جراح يفتقر إلى الخبرة والمهارة، ما يؤدي إلى إصابة الحبل الشوكي في أثناء الجراحة. 

يمكنكم معرفة كيف تسير رحلة علاج غضروف الرقبة على النحو الصحيح بفضل خبرة ومهارة الجراح من خلال مطالعة الرابط التالي: تجربتي مع غضروف الرقبة.

مضاعفات أخرى خطيرة للانزلاق الغضروفي العنقي

إضافة إلى فقدان القدرة على الحركة، يُسبب الانزلاق الغضروفي العنقي مضاعفات أخرى في الحالات المتقدمة من الإصابة، أبرزها: 

  • خلل في وظيفة الأمعاء أو المثانة، يعاني على إثره المريض صعوبةً في التبول أو سلس في البول والبراز. 
  • ضعف في عضلات الأطراف، بما في ذلك اليدين والقدمين، مما يؤثر في القدرة على الإمساك بالأشياء والكتابة ورفع القدمين في أثناء المشي. 
  • تشوهات في العمود الفقري، مثل تآكل الفقرات، وعادةً ما تظهر تلك التشوهات في الفحوصات الطبية، مثل التصوير بالأشعة السينية والرنين المغناطيسي.
  • فقدان القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية البسيطة بسبب الألم الشديد. 

لا تصيبكم إجابتنا عن سؤال “هل الانزلاق الغضروفي يسبب الشلل؟، وحديثنا عن  المضاعفات بالقلق والإحباط، فبوجه عام تُعد هذه المضاعفات نادرة الحدوث، وبمجرد الحصول على التدخل الطبي المناسب واتباع أهم نصائح لمرضى غضروف الرقبة ، يستطيع جميع المرضى استئناف مهامهم اليومية بصورة طبيعية.

أهم التعليمات لتفادي مضاعفات الانزلاق الغضروفي العنقي

الالتزام ببعض التعليمات قد يُسهم بنسبة كبيرة في تفادي مضاعفات الانزلاق الغضروفي العنقي أو تقليل خطر حدوثه من البداية، ومن أهمها: 

  • اتباع الوضعيات الصحيحة في أثناء الجلوس والوقوف من خلال تجنب الانحناء فترات طويلة والحفاظ على استقامة الرقبة والكتفين، خاصةً عند العمل أمام الكمبيوتر أو استخدام الهواتف المحمولة. 
  • اتخاذ الوضعية الصحيحة عند الصلاة، والتي يمكنكم التعرف إليها من خلال زيارة الرابط التالي : كيف يصلي مريض الانزلاق الغضروفي.
  • النوم على وسادة مريحة تُحافظ على محاذاة الرأس مع العمود الفقري، وتجنب النوم على البطن، فقد يزيد الضغط على الفقرات. 
  • أداء بعض التمارين الرياضية بانتظام -وفقًا لتوجيهات الطبيب- ، لأنها تُقوي عضلات الرقبة والكتفين والظهر وتُقلل احتمالية تكرار الإصابة. 
  • الإقلاع عن التدخين، فقد أثبتت الدراسات أن للنيكوتين تأثيرًا سلبيًا في صحة الغضاريف.
  • رفع الأشياء على نحو صحيح عن طريق استخدام عضلات الساقين بدلًا من الاعتماد الكلي على الفقرات العنقية والقطنية مع الحفاظ على الظهر مستقيمًا. 
  • إنقاص الوزن الزائد، لتخفيف الضغط عن  الفقرات العنقية، ويُمكن تحقيق ذلك عبر اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
  • استخدام كرسي مكتب مُريح للظهر يدعم فقرات الرقبة في أثناء الجلوس. 
  • المتابعة الدورية مع الطبيب والخضوع للفحوصات من حين لآخر، للاطمئنان على صحة الأعصاب والفقرات. 

وفي نهاية حديثنا الذي تطرقنا خلاله إلى الإجابة عن سؤال “هل الانزلاق الغضروفي يسبب الشلل؟” نوّد التأكيد على أن هذه الإصابة لن تُسبب مضاعفات خطيرة ما دام خضع المريض للعلاج الملائم سريعًا على يد طبيب متمرس في أمراض العمود الفقري. 

وإذا ظهرت عليك أعراض غضروف الرقبة الفقرة الرابعة والخامسة، فلا تتهاون بها وسارع بالتواصل فورًا مع الدكتور محمد الحسيني -أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري-، إذ يتمتع بمهارات جراحية مميزة بفضل خبرته التي تمتد لأكثر من 20 عامًا، واعتماده على أحدث التقنيات الطبية في التشخيص والعلاج، حتى يُحقق الشفاء التام لمرضاه من آلامهم ويساعدهم على الحركة بسلاسة كالسابق. 

فهيا بادر بحجز موعدك الآن مع الدكتور محمد الحسيني من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أمامك في الموقع الإلكتروني.