يعتقد كثير من مرضى الانزلاق الغضروفي أن الراحة التامة ولزوم الفراش هو الحل المثالي للشفاء من آلام الغضروف لديهم وعودتهم إلى الوضع الطبيعي، في حين أن كثير من الأطباء يوصون بالرياضة خاصة المشي كأولى خطوات علاج الانزلاق الغضروفي.
وعليه عزمنا من خلال مقالنا التالي الإجابة عن سؤال “هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي؟” لننهي هذا الجدل المثار بين مرضى الانزلاق الغضروفي.
هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي في مراحله الأولية؟
بالطبع يُعد المشي من أساليب علاج الانزلاق الغضروفي الفعالة خاصة في المراحل الأولية من المرض، وذلك لأنه يقوم بالدور التالي:
- تنشيط الدورة الدموية في الجسم وتحفيز تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.
- تقوية عضلات أسفل الظهر والبطن والحوض، والتي بدورها تدعم استقامة العمود الفقري، وتُخفف الضغط عن الغضروف المصاب والأعصاب المحيطة به.
هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي بعد الجراحات؟
يحتاج مرضى الغضروف بعد جراحات الانزلاق الغضروفي بمختلف تقنياتها إلى فترة من العلاج التأهيلي، وذلك لاستعادة قوة العضلات والقدرة على المشي وأداء المهام اليومية بسلاسة.
ويُعد المشي أولى التعليمات التي يوصي بها الأطباء ما بعد جراحات الغضروف، وذلك للأغراض التالية:
- تنشيط الدورة الدموية في الجسم وتفادي الإصابة بجلطات أو مضاعفات خطيرة بعد الجراحة.
- استعادة مرونة عضلات الظهر والحوض بعد فترة من التيبس وقلة الحركة، نتيجة معاناة المريض آلامًا مزعجة جراء إصابته بمراحل متقدمة من الانزلاق الغضروفي.
وبناءًا على إجابتنا عن السؤال “هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي؟” نستنتج أن المشي مهم في كافة مراحل علاج الانزلاق الغضروفي، ووجب علينا التنويه بضرورة توفر ظروف معينة في بيئة وطريقة المشي لتحقيق الأهداف المرجوة منه.
اضغط هنا لمعرفة هل يشفى الانزلاق الغضروفي؟
مواصفات يجب توفرها في طريقة المشي لمريض الغضروف
أكد الأطباء على ضرورة وجود مواصفات معينة في طريقة مشي مريض الغضروف والمكان الذي ينوي عمل ذلك به، وإلا فقد يتسبب المشي بطريقة خاطئة في عواقب ومضاعفات خطيرة.
ومن أهم هذه المواصفات:
الاستعداد اللازم
لا بد من استعداد المريض جيدًا عند البدء في رياضة المشي، عبر شراء حذاء رياضي مريح واختيار مكان مناسب للمشي لا يحتوي على انزلاقات أو تعرجات كثيرة، بمعنى أن يكون مكان مستوي السطح ويا حبذا أن يكون بأحد الممرات المخصصة للمشي في النوادي.
الالتزام بمشي منتظم وسريع إلى حد ما
لا بد لمريض المشي أن يتبع طريقة المشي المنتظم والسريع إلى حد ما، فلا يكون بوتيرة بطيئة كما يفعل في أثناء التسوق اليومي ولا سريعًا للغاية إلى حد الهرولة.
ويُفضل الأطباء طريقة المشي هذه لأن المشي البطيء يُرخي كلًا من عضلات الظهر والحوض، وقد يتسبب في مزيد من الآلام لمرضى الغضروف، أما عن الهرولة فقد يضغط بشدة على الغضروف المنزلق والأعصاب المحيطة به، ما ينتج عنه تفاقم الألم.
مشي غير مُجهد
يكمن الغرض من المشي هنا في تسكين آلام الغضروف لديه ومساعدته في الحركة بسلاسة، لذلك من غير المنطقي أن يعاني المريض هذه الأعراض خلال الوقت الذي خصصه للمشي.
وعليه يجب أن يُمارس مريض الغضروف رياضة المشي بأسلوب غير مجهد، بمعنى إذا شعر المريض بالتعب بعد نصف ساعة من المشي، فلا بد أن يقتصر تمرينه على نصف ساعة فقط ولا فائدة من زيادة الوقت عن ذلك، إذ قد يعود ذلك عليه بأضرار بالغة.
اضغط هنا لمعرفة كم تستغرق عملية الانزلاق الغضروفي؟
متى يكون المشي خطيرًا لمرضى الانزلاق الغضروفي؟
عادة ما تكون الإجابة عن السؤال “هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي؟” بالنفي في بعض الحالات، لعل أبرزها:
- حالات الغضروف الحادة، بمعنى أن المريض يُعاني آلامًا بالغة في الظهر أو عرق النسا، ولا يستطيع أداء مهامه اليومية.
- مرضى الغضروف الذين يعانون ضعفًا ملحوظًا في عضلات الفخذين والساقين.
ففي هذه الحالة قد يتسبب المشي في مزيد من التلف والالتهاب في الأعصاب المحيطة بالغضروف المنزلق، ويصيب المريض بمضاعفات خطيرة مثل شلل أحد الأطراف، لذلك يوصى باستشارة الطبيب قبل البدء بتمارين المشي لعلاج الانزلاق الغضروفي.
رياضة أخرى تمنح مرضى الغضروف نتائجًا مبهرة
على غرار الإجابة عن السؤال: “هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي؟” دعونا نتطرق إلى تساؤلات أخرى قد يطرحها مرضى الغضروف عن الرياضات المفيدة لهم، وأشهرها هل توجد رياضة أخرى غير المشي مفيدة لمرضى الغضروف؟
وحقيقةً أقر الأطباء في الآونة الأخيرة عن وجود رياضة غير شائعة من شأنها تحقيق نتائج مبهرة لمرضى الغضروف من حيث تقوية العضلات وتخفيف الآلام، ألا وهي السباحة.
وتُعد رياضة السباحة من أفضل الرياضات لمرضى الغضروف، وذلك لأنها تُقوى عضلات البطن والحوض والظهر دون أن يضطر المريض لبذل مجهود خرافي كما في رياضة المشي والجري، إضافة إلى قلة فرص إصابة المريض خلال ممارستها.
ولكن دعونا نؤكد على نقطة مهمة وهي ضرورة استشارة الطبيب قبل الشروع في تمارين السباحة، والاستعانة بمتخصص لأداء التمارين على النحو الصحيح.
وفي النهاية، نتمنى لمرضى الانزلاق الغضروفي الشفاء والراحة من جميع آلامهم والعودة للاستمتاع بحياتهم وخلق مزيد من الذكريات السعيدة.
ويمكنكم معرفة المزيد عن الرياضات الضارة لمرضى الغضروف، من خلال استشارة الدكتور محمد الحسيني أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري.
تعرف على المزيد من المواضيع حول: