الجراحة هي الحل الجذري لأورام الغدة النخامية خاصة تلك من النوع الخبيث أو كبيرة الحجم التي تضغط على أنسجة المخ أو العصب البصري مسببة مضاعفات خطيرة.
ولعل الخضوع لأي جراحة في المخ يثير قلق المرضى بشأن نجاحها وفشلها، لذلك اهتممنا في فقرات هذا المقال بتوضيح نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية، مشيرين إلى العوامل المؤثرة في نجاح العملية.
ما نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية؟
بحسب إحصائيات المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة، فإن نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية قد تتجاوز الـ80%، وفي بعض الحالات التي يُكتشف خلالها المرض مبكرًا ويشرف على إجراء العملية طبيب خبير في جراحات المخ والأعصاب قد تتجاوز نسبة نجاح العملية 90%.
كما تشير الدراسات أن معدل البقاء على قيد الحياة بعد جراحات أورام الغدة النخامية مدة 5 سنوات فأكثر قد يصل إلى 97%، بمعنى أن 97% من الأشخاص الخاضعين للعملية سينعمون بصحة جيدة مدة 5 سنوات فأكثر بعد الجراحة.
ولكن لسوء الحظ قد يلاقي البعض نسب نجاح منخفضة لعملية ورم الغدة النخامية وذلك لعدة أسباب نوضحها في السطور التالية.
عوامل تراجع نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية
بعض العوامل من شأنها خفض نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية ومعدل بقاء المريض على قيد الحياة بعدها، لعل أهمها:
اكتشاف الورم في مراحل متقدمة
غالبًا ما تكون حالة الورم سيئة عند اكتشافه في مرحلة متقدمة، إذ يزداد حجمه ويضغط على الأنسجة أو الأعصاب المحيطة به، كما قد يغزو أنسجة وخلايا أخرى داخل المخ، ما يجعل عملية استئصاله كاملًا أمرًا يصعب تحقيقه، وقد تستدعي حالة المريض حينئذ الخضوع إلى أساليب علاج تكميلية مثل العلاج الإشعاعي.
الإصابة بأنواع معينة من أورام الغدة النخامية
قد يُعبر سلوك بعض أنواع الأورام في الغدة النخامية عن سراشتها وعدم فاعلية أساليب العلاج المتاحة في السيطرة على نموها، ويظهر هذا السلوك في صورة فرط إفراز بعض الهرمونات في جسم الإنسان، مثل هرمون النمو وهرمون اللبن -البرولاكتين-، وكلما كان نوع الهرمون المتأثر بالإصابة حساسًا، كلما صعب التعافي من أورام الغدة النخامية.
انخفاض خبرة وكفاءة الطبيب
علاج أورام الغدة النخامية يتطلب خبرة وتمرس من جراح المخ والأعصاب وذلك لدراسة تفاصيل حالة المريض بدقة وتحليل نتائج فحوصاته بعناية، ومن ثم ترشيحه إلى نوع الجراحة المناسب له وما إذا كان يحتاج إلى علاج تكميلي أم لا.
لذلك قد يكون عدم امتلاك الطبيب الخبرة الكافية سببًا في حدوث خلل في إحدى المهام السابقة، ما يترتب عليها عدم حصول المريض على العلاج المناسب لحالته وتراجع نسب شفائه من أورام الغدة النخامية.
الخضوع إلى أسلوب علاجي غير مناسب لحالة المريض
قد يتسبب خضوع المريض إلى نوع جراحة غير مناسب لاستئصال حجم الورم لديه في تكبده أعباء نفسية ومالية إضافية إلى جانب الأعباء التي يشعر بها بسبب إصابته بهذا المرض، كما ينتج عنه انخفاض فاعلية العلاج وتراجع نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية.
عدم التزام المريض بتعليمات ما بعد الجراحة
رغم أن الجراحة هي العلاج الجذري لأورام الغدة النخامية، للمتابعة المستمرة بعد العملية دورًا كبيرًا في رفع نسبة الشفاء من الورم، وذلك لعلاج أي مضاعفات قد تصيب المريض إثر الخضوع للعملية في بدايتها، والشروع في خطة العلاج التكميلي -إذا لزم الأمر-، للسيطرة على ما تبقى من الورم وضبط الاضطرابات الهرمونية التي يعانيها المريض.
تلك أبرز العوامل المؤثرة في نسبة نجاح عملية ورم الغدة النخامية، يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن أهم التعليمات والنصائح ما بعد الجراحة من خلال استشارة الدكتور محمد الحسيني -أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري-.
تواصلوا معنا من خلال الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني للاستفسار عن المواعيد.
اقرأ المزيد المواضيع حول: