إنّ تمدد شرايين المخ ووجود تشوهات شريانية وريدية بالمخ مشكلتان تؤديان إلى تمزق الشرايين الدماغية وانفجارها، مما يتسبب في حدوث نزيف دماغيّ قد يُهدد حياة المريض، لا سيما في حالة تأخّر الخضوع لتدخل علاجي فعال على يد جرّاح المخ والأعصاب المختص.
ويُعَد علاج نزيف المخ بالقسطرة تقنية دقيقة يعتمد عليها الأطباء حاليًا لإيقاف النزيف وإنقاذ حياة المرضى. والأسئلة المطروحة الآن: هل يمكن الشفاء من نزيف المخ باستخدام تقنية القسطرة بالفعل؟ وما نسبة نجاح تلك التقنية؟ وهل لها مخاطر؟
سرعة نقل مريض النزيف المخي إلى المستشفى.. ضرورة لا تقبل التأجيل
ويسبب نزيف المخ ضغطًا شديدًا على أنسجة الدماغ وخلاياه مانعًا وصول الأكسجين والمغذيات إليها، مما يؤدي إلى موتها ومن ثّم وفاة المريض. ويُشار إلى الحالة التي تموت فيها خلايا الدماغ طبيًا بمصطلح “السكتة الدماغية”.
وقد أكدت جمعية السكتات الدماغية الأمريكية أن نحو 13% من حالات السكتات الدماغية حول العالم ناتجة من معاناة النزيف الدماغي، وهو ما يؤكد لنا أن حدوث نزيف في عضو حيوي كالدماغ يُعَد حالة طوارئ تستوجب التدخل الطبي العاجل.
ولكي يخضع المريض للتدخل الطبي في الوقت المناسب ينبغي للمحيطين به نقله إلى أقرب مستشفى إنْ ظهرت عليه أي أعراض تحذيرية ترتبط بالنزيف الدماغي، مثل:
- الصداع الشديد المستمر غير المُستجيب للمسكنات (أوّل الأعراض ظهورًا).
- فقدان الوعي.
- فقدان الرؤية.
- القيء والغثيان.
- النوبات التشنجيّة.
- تنميل الأطراف.
- صعوبات النطق واضطرابات الذاكرة.
ويُعد علاج نزيف المخ بالقسطرة تدخلًا طبيًا مثاليًا وشديد الفاعلية في إيقاف النزيف دون تعريض أنسجة المخ للضرر.
كيف يعمل الطبيب على علاج نزيف المخ بالقسطرة؟
قسطرة المخ أنبوب دقيق يُدخِله الأطباء عبر أحد الأوعية بمنطقة الفخذ وصولًا إلى الأوعية الدموية في الدماغ، لتحقيق أغراضٍ تشخيصية أو علاجية.
وفي حالة علاج نزيف المخ بالقسطرة، يستخدم الطبيب هذه الأداة لكي يصل إلى موقع الشرايين المتمددة -المُتسببة في حدوث النزيف- فيضع داخلها ملفات حلزونية بلاتينية تُساعد على إيقاف النزيف بفاعلية كبيرة.
وإنْ كان سبب النزيف هو المعاناة من تشوهات شريانية وريدية بالمخ (أي اتصالات شاذة بين شرايين المخ وأوردته) فيُغلق الطبيب هذه الاتصالات في أثناء التدخل بالقسطرة.
كم نسبة نجاح عملية قسطرة الدماغ؟
تصل نسبة نجاح عملية قسطرة الدماغ إلى أكثر من 90% تقريبًا، فهي تدخل محدود يُحافظ على سلامة أنسجة الدماغ وعظام الجمجمة، ويُعين الطبيب على تنفيذ التدخلات الجراحية اللازمة في المخ بأعلى معدلات الدقة والأمان، على عكس جراحة المخ المفتوحة التي تتطلب شق الجمجمة، فيرتفع خلالها معدل ظهور المضاعفات إن لم يكن الطبيب متمرسًا.
أضرار قسطرة المخ: هل من المحتمل أن يصاب بها المرضى؟
قد ينطوي علاج نزيف المخ بالقسطرة على بعض المخاطر التي تتمثل في:
- تلف الأعصاب الموجودة في الدماغ.
- تلف الأوعية الدموية الدماغية.
- تَكَوُّن الجلطات الدموية.
- الإصابة بالعدوى.
وقد تظهر أضرار قسطرة المخ -المذكورة أعلاه- على المرضى بنسبة منخفضة تتراوح من 1% إلى 5% فقط، وتصير تلك النسبة صفرًا بإذن الله إذا كان الطبيب القائم على الإجراء ماهرًا وذا خبرة كبيرة، ففي هذا الحال سوف يسلَم المريض من تلك المخاطر ويحصل على أفضل النتائج العلاجية.
الخلاصة حول نسبة نجاح علاج نزيف المخ بالقسطرة
يعتمد نجاح علاج نزيف المخ بالقسطرة على سرعة نقل المريض إلى المستشفى فور ظهور أعراض النزيف الدماغي عليه، ففي المستشفى سيخضع إلى الفحوصات التشخيصية التي ستوضح سبب النزيف الذي قد يكون تمددًا شريانيًا أو تشوهًا شريانيًا وريديًا. وبمعرفة السبب يسهل تحديد ماهية الإجراء اللازم في أثناء التدخل بالقسطرة.
في النهاية..
انطلاقًا من مبدأ الوقاية خير من العلاج، نوصي جميع قائدي الدراجات البخارية “الموتوسيكلات” بارتداء الخوذة المخصصة لحماية الرأس في أثناء القيادة، ونوصيهم بالقيادة بتأني وحذر، لأن السقوط من على هذه الدرّاجات عند التعرض لحادِثة -لا قدر الله- غالبًا ما يسبب صدمات قويّة مباشِرة في الرأس مما يؤدي إلى حدوث نزيف شديد في المخ يُهدد الحياة.
لطرح أي أسئلة حول نسب نجاح علاج نزيف المخ بالقسطرة أو حجز موعد للكشف والاستشارة لدى الدكتور محمد الحسيني -أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري-، ندعوكم إلى التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة التالية
كما يمكنك زيارتنا في أحد فروع عيادتنا عبر العناوين التالية:
- عيادة مصر الجديدة: 20 شارع الصومال – بجوار قهوه أسوان – الكوربة – مصر الجديدة.
- عيادة شبرا الخيمة: الشارع الجديد محطة ترعة الشابوري بجوار كشري الزعيم.
- عيادوة الشرقية: ديرب نجم – الشرقية – خلف مسجد النصر – فوق عطور الماسة – عيادة الدكتور عبد الرحمن عبد الله.
- عيادة سوهاج: عيادة الأشراف – كازانوفا – العيادة الدولية IC – شارع الجمهورية خلف ماكدونالدز– أمام حديقة الطفل.