تجربتي مع غضروف الرقبة بدأت بأعراض بسيطة تطوّرت تدريجيًّا مع مرور الوقت، الأمر الذي دفعني للبحث عن وسائل علاجها المناسبة حتى أستعيد قدرتي على مواصلة مهامي بسهولة كالسابق”، هكذا وصف أحد المرضى معاناته مع الانزلاق الغضروفي في الرقبة عند سؤاله عن تجربته.
فكيف يُعالج الانزلاق الغضروفي في الرقبة؟ هذا ما نُوضحه خلال سطور مقالنا التالي تفصيلًا.
كيف بدأت تجربتي مع غضروف الرقبة؟
“في بداية تجربتي مع غضروف الرقبة كنت أشعر بألم خفيف في الرقبة وتنميل طفيف، لكن مع مرور الوقت تفاقم الأمر وأثر في حياتي اليومية بصورة ملحوظة”، هكذا يصف البعض مراحل إصابتهم بالانزلاق الغضروفي.
وعامةً، لا يُسبب الانزلاق الغضروفي تلك الأعراض فقط، بل يُصاحبه أعراضًا أخرى، مثل:
- ألم حاد ومستمر في الرقبة، ويزداد مع الحركة أو الجلوس فترات طويلة.
- الشعور بالوخز في الذراعين أو الكتفين.
- ضعف القدرة على حمل الأشياء أو حتى أداء حركات بسيطة، مثل رفع الذراع.
- تقييد حركة الرقبة، وغالبًا ما يرافقه شعور بالشد العضلي أو التيبّس.
- صداع يبدأ من قاعدة الجمجمة ويمتد نحو الجبهة.
تجربتي مع غضروف الرقبة.. أسباب الإصابة
الغضاريف هي أقراص مرنة تقع بين فقرات العمود الفقري في الرقبة، وهي مسؤولة عن امتصاص الصدمات وتسهيل الحركة، لكن في بعض الحالات يبرز الجزء الداخلي اللين من الغضروف نتيجة تمزق الجزء الخارجي الصلب مُسببًا الانزلاق الغضروفي.
ينجم عن هذا الانزلاق ضغطًا على الأعصاب القريبة من الفقرات، مما يؤدي إلى الشعور بالألم وظهور الأعراض السابقة.
ويحدث الانزلاق الغضروفي العنقي غالبًا لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عامًا نتيجة التغيرات التنكسية الطبيعية التي تُضعف مرونة الغضاريف وقدرتها على امتصاص الصدمات.
والعمر ليس العامل الوحيد للانزلاق الغضروفي، إذ تحدث الإصابة نتيجة أسباب أخرى، وفيما يلي نوضح لكم أهمها:
-
الإصابات
تتضمن الحركة المفاجئة والقوية في الرقبة، مثل الإصابات الناتجة عن الحوادث أو الرياضات التي تتطلب أداء حركات عنيفة، يمكن أن تؤدي إلى تمزق أو انزلاق الغضروف.
-
الأنشطة المتكررة
الحركات المتكررة، مثل الانحناء للأمام فترات طويلة أو حمل أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة قد تُؤدي إلى الضغط على الأقراص الغضروفية في الرقبة، ومن ثمًّ زيادة خطر حدوث الإصابة.
-
العوامل الوراثية
في بعض الحالات، قد يحدث الانزلاق الغضروفي نتيجة العوامل الوراثية، فإذا عانى أحد أفراد العائلة مشكلة مشابهة، تزداد احتمالية حدوثها في نفس العائلة.
-
السمنة
تزيد السمنة الضغط على فقرات العمود الفقري، مما يرفع احتمالية حدوث تمزق أو انزلاق في الغضاريف العنقية.
-
التدخين
يحدّ التدخين من تدفق الدم إلى الغضاريف، مما يجعلها أقل قدرة على التعافي والتجدد، ويزيد فرص الإصابة بغضروف الرقبة.
تجربتي مع غضروف الرقبة.. كيفية التشخيص
يُشخص الانزلاق الغضروفي من خلال مجموعة من الفحوصات الدقيقة، أهمها التصوير بالرنين المغناطيسي “MRI”.
وتُعد مرحلة التشخيص من أهم المراحل في رحلة العلاج، إذ يحدد الطبيب من خلالها مدة شفاء الانزلاق الغضروفي في الرقبة، فهي تختلف من مريض لآخر وفقًا لدرجة الانزلاق ومدى استجابة الجسم للعلاج.
تجربتي مع غضروف الرقبة.. وسائل العلاج
“هل يمكن الشفاء من غضروف الرقبة؟” سؤال يتردد كثيرًا في أذهان المرضى، وإجابته تعتمد بنسبة كبيرة على الخطة المتبعة في علاج كل حالة، وتتضمن خيارات العلاج ما يلي:
-
الأدوية
تُسهم الأدوية في تخفيف أعراض الانزلاق الغضروفي العنقي خلال أيام أو أسابيع، ويُحدد الطبيب النوع المناسب منها لكل مريض وفقًا لشدة الأعراض التي يُعانيها، وتتضمن هذه الأدوية مسكنات الألم وباسطات العضلات، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
-
العلاج الطبيعي
يساعد العلاج الطبيعي على تهدئة آلام غضروف الرقبة، إذ يحد من الضغط الواقع على جذور الأعصاب، ويشمل البرنامج العلاجي مجموعة من التمارين لتحسين مرونة الرقبة وتقوية عضلات الظهر والكتفين، إلى جانب تقنيات أخرى مثل العلاج اليدوي أو الوخز بالإبر، لزيادة فعّالية العلاج.
-
الجراحة
في حالات الانزلاق الغضروفي العنقي المتقدمة، قد لا تكون الأدوية كافية للعلاج، الأمر الذي يجعل التدخل الجراحي ضروريًا، ومن أفضل الخيارات الحديثة المستخدمة هو التدخل المحدود بالمنظار، إذ يعتمد الطبيب في الإجراء على صنع شق جراحي صغير، واستخدام المنظار لإزالة الجزء المنزلق من الغضروف؛ لتخفيف الضغط على الأعصاب وتحسين حركة الرقبة.
وفي هذا الصدد يتساءل البعض “متى يفشل علاج انزلاق الغضروف في الرقبة؟“، خاصةً عند استمرار الأعراض فترات طويلة أو ظهور مضاعفات تؤثر في حركة الأطراف.
تجربتي مع غضروف الرقبة.. نصائح مهمة للتعافي
بعد الخضوع لوسيلة العلاج المناسبة، تصير الأعراض أقل حدةً حتى تختفي تمامًا، وخلال تلك الفترة يجب اتباع بعض النصائح للتعافي التام من الانزلاق الغضروفي، مثل:
- الجلوس بوضعية صحيحة، خاصةً أمام الكمبيوتر.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لا سيما تلك التي تقوّي عضلات الرقبة والظهر.
- تجنّب رفع الأوزان الثقيلة بطريقة خاطئة.
- الإقلاع عن التدخين، لأنه يضعف تدفق الدم إلى الأقراص الغضروفية.
وخلال رحلة التعافي، يطرح المرضى تساؤلات كثيرة، مثل “هل الجري يؤثر على الانزلاق الغضروفي؟“، وللحصول على إجابة شاملة لهذا السؤال، يمكنك زيارة الرابط.
وفي الختام، التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج الموصى به والمتابعة المستمرة مع الطبيب، جميعها عوامل رئيسية تُسهم في تمام التعافي وتجعلك تهتف تجربتي مع غضروف الرقبة تجربة ناجحة وسلسة”.
وإذا كان لديك أي استفسار آخر عن الانزلاق الغضروفي في الرقبة، فلا تتردد في التواصل معنا لحجز موعدك مع الدكتور محمد الحسيني -أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري-.