توجد العديد من التصورات الخاطئة التي ترسخت في أذهان المرضى عن رحلتهم مع عملية تثبيت الفقرات، ويمكن تصحيحها عبر عرض التجربة الحقيقة المتوقعة مع العملية والإشارة إلى مدة الشفاء وإمكانية العودة إلى الحياة الطبيعية دون مضاعفات.
لهذا ننصحكم بمتابعة فقرات مقالنا التالي الذي يحمل عنوان “تجربتي مع تثبيت الفقرات” والذي يهدف إلى نشر الوعي بين مرضى العمود الفقري، ومساعدة الكثيرين في بدء رحلة علاجهم دون خوف أو تردد.
تجربتي مع تثبيت الفقرات | كيف يتصور المريض رحلته مع العملية؟
تُجرى عملية تثبيت الفقرات لأغراض عدة أشهرها إصلاح كسور الفقرات أو علاج تزحزح فقرات العمود الفقري عن أماكنها الطبيعية، بالإضافة إلى علاج خشونة الفقرات الناتجة عن الانزلاق الغضروفي في مراحله المتقدمة.
وفي حين أن جراح العمود الفقري في تلك الحالات يرى أن عملية تثبيت الفقرات هي السبيل الوحيد للقضاء على آلام المريض ومنحه حياة طبيعية كغيره، قد يظن المريض أن هذا الحل لا يناسبه نظرًا لبعض المعتقدات الخاطئة التي ترسخت في ذهنه عن العملية بناءًا على تجارب الآخرين من حوله.
ولعل أهم هذه التصورات:
ساعات طويلة تحت التخدير
يتوقع المريض أن خضوعه لجراحة تثبيت الفقرات يتطلب بقائه ساعات طويلة تحت التخدير، وقد سمع الكثير عن مخاطر التخدير الكلي خاصة إذا مكث المرء ساعات طويلة تحت تأثيره.
وحقيقة أن هذه القاعدة ليست ثابتة في جميع جراحات تثبيت الفقرات، فأقصى مدة تستغرقها العملية هي 3 ساعات، ما يعني أن جميع الحالات لا تستدعي المكوث كل هذه المدة في العمليات، وتتوقف مدة العملية على حجم الإصابة لدى المريض ونوع الإجراء الخاضع له.
على صعيد آخر يُشرف على جراحات العمود الفقري فريق متمرس من أطباء التخدير الذين يملكون من الخبرة والمهارة، ما يكفي لتحديد جرعة التخدير المناسبة لكل مريض دون حدوث أي مضاعفات.
تقييد حرية الحركة
أشهر ما يقوله المرضى المرشحون لعملية تثبيت الفقرات هو ” تجربتي مع تثبيت الفقرات ستفقدني القدرة على الانحناء والركوع والسجود وما شابه”، وذلك لأن كل اعتقادهم عن العملية هو أنها تقيد حركة عدد من الفقرات ما ينعكس على العمود الفقري ككل ويمنع الفرد من ممارسة حياته طبيعيًا.
وإذا تناولنا الموضوع من الناحية الطبية، نجد أن تثبيت الفقرات يُجرى في قطاع صغير للغاية من الفقرات، ولا يؤثر إطلاقًا في مرونة العمود الفقري ككل، كما أن معظم الحركات التي يؤديها المريض في حياته اليومية تعتمد اعتمادًا كبيرًا على حركة مفاصل الحوض.
إقامة طويلة في المستشفى بعد العملية
الإقامة أسابيع طويلة في المستشفى هي أحد الاعتقادات الخاطئة لدى بعض المرضى -أيضًا- عن عملية تثبيت الفقرات، إذ يظن البعض أن هذه الخطوة ضرورية بعد العملية للحفاظ على ثبات الفقرات وعدم تزحزح الشرائح والمسامير من مكانها.
ألم لا يُحتمل بعد العملية
يتوقع المريض قضاء ليالٍ طويلة من الألم غير المحتمل بعد العملية، وذلك نتيجة جروح العملية الكبيرة على طول العمود الفقري وغيرها من الإجراءات التي حدثت في أثناء الجراحة.
ويُعد ذلك من الأسباب القوية التي تمنع كثيرًا من المرضى من خوض تجاربهم مع عملية تثبيت الفقرات، والتخلص من آلام العمود الفقري المزمنة.
الانقطاع عن العمل والمهام اليومية لأجل غير مسمى
يرتاب كثير من المرضى قائلين: “تجربتي مع تثبيت الفقرات قد تفقدني عملي”، فخوف كثير من المرضى من فقدان عملهم واعتقادهم الخاطئ بطول فترة التعافي ما بعد عملية تثبيت الفقرات يمنعهم الامتثال لتعليمات الطبيب وخوض رحلة العلاج من الأساس.
واستنادًا لهذه الاعتقادات عزمنا على تقديم التجربة الحقيقة المتوقع للمرضى خوضها مع عملية تثبيت الفقرات، لتشجيعهم على المضي في رحلة العلاج وتغيير حياتهم للأفضل.
اضغط هنا لقراءة المزيد حول عملية تثبيت فقرات العمود الفقري
حقيقة تجربتي مع عملية تثبيت الفقرات
على عكس توقعاتك يمنح خضوعك لعملية تثبيت الفقرات فرصة ذهبية لحياة أفضل مليئة بالحركة والنشاط، ويرجع ذلك إلى ما يلي:
وجود تقنيات حديثة أحدثت فارقًا في نتائج عملية تثبيت الفقرات
لم تَعد عملية تثبيت الفقرات من الإجراءات الجراحية المعقدة كالسابق، فقد تدخلت عديد من التقنيات الحديثة في خطواتها، لتُضفي عليها مزيدًا من السلاسة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على النتيجة ومدة الشفاء من عملية تثبيت الفقرات.
ولعل أبرز هذه التقنيات المنظار والميكروسكوب الجراحي، إذ يتمتع المريض بالميزات التالية في حال خضوعه لعملية تثبيت الفقرات عن طريقهما:
- ألم أقل بعد العملية مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- صغر حجم الشقوق الجراحية، فلا يتعدى قطرها 1 ملليمترًا.
- سرعة تعافي المريض بعد العملية، إذ يمكنه المشي على الفور في اليوم التالي للعملية ومغادرة المستشفى فور الاطمئنان على سلامته.
- عدم الحاجة إلى الإقامة في المستشفى أسابيع عديدة.
- صغر مدة الشفاء من عملية تثبيت الفقرات، إذ يمكن للمريض استعادة كافة نشاطه داخل المنزل وممارسة عمله -إذا كان لا يتطلب بذل مجهود بدني- في غضون 4-6 أسابيع من العملية.
ملحوظة هامة: قد يستغرق الشفاء التام من عملية تثبيت الفقرات والعودة إلى كامل القوة والنشاط نحو 3-6 أشهر، وذلك حسب حالة كل مريض ونوع الإجراء الطبي الخاضع له.
وفي نهاية مقالنا “تجربتي مع تثبيت الفقرات” نوصيك عزيزي القارئ بعدم الاعتماد على المعلومات الطبية التي يطرحها المرضى فيما بينهم بناءًا على تجاربهم التي لا يعلم خباياها سواهم، والأفضل عليك بالاستعانة بطبيب متخصص في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري للحصول على أدق المعلومات الخاصة بحالتك المرضية فقط والتي لا تنطبق على أحد سواك.
ويمكنكم طلب استشارة أفضل جراح مخ وأعصاب وعمود فقري في مصر، الدكتور محمد الحسيني من خلال التواصل عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
تعرف علة المزيد من المواضيع حول:
هل المشي مفيد لمرضى الانزلاق الغضروفي في جميع المراحل العلاجية؟
مميزات جلسات التردد الحراري في علاج الانزلاق الغضروفي القطني