كسائر أنسجة الجسم، قد تتعرض الأعصاب للضعف والتلف لأسباب عدة، وقد يخفى على كثيرين أن خلايا الأعصاب تختلف عن غيرها من الخلايا في كونها غير قابلة للتعويض أو التجدد، ما يجعل مضاعفات إصابتها وتلفها أشد خطورة على الجسم؛ إذ تضطرب على إثرها أعضاؤه ووظائفها بصورة نهائية.
ويعد التنميل والخدر وارتعاش اليدين أشهر علامات بداية اضطرابات الأعصاب التي ينبغي الانتباه لها، لذا تابع قراءة المقال لمعرفة أسباب ضعف الأعصاب والرعشة في الأعمار المختلفة، وكيفية التعامل معها على نحو سليم.
ما المقصود بضعف الأعصاب؟
يُقصد بضعف الأعصاب اختلال وظيفة الأعصاب الطرفية (الأعصاب الموجودة خارج المخ والحبل الشوكي) وانخفاض كفاءتها في استقبال وإرسال الإشارات العصبية من الجسم إلى المخ والعكس.
أنواع ضعف الأعصاب وتأثيرها على حياة المصاب
يمكن تقسيم ضعف الأعصاب بحسب نوع العصب المتضرر إلى نوعين رئيسيين، هما:
- ضعف الأعصاب الحسية في الجلد.
- ضعف الأعصاب الحركية الموجودة في العضلات بنوعيها:
- الإرادية.
- اللاإرادية، مثل عضلة القلب.
ومن ثم يختلف مدى تأثير ضعف الأعصاب في الحياة اليومية باختلاف نوع العصب المصاب ومكانه، ويتضمن:
- فقدان الإحساس في المنطقة التي يغذيها العصب.
- صعوبة الإمساك بالأشياء البسيطة مثل كوب الماء وكذلك صعوبة الاتزان عند الوقوف أو المشي.
- الإجهاد المزمن.
- توتر الجهاز الهضمي وتناوب الإمساك والإسهال على المريض.
- الاضطرابات المزاجية الحادة غير المبررة.
ما أسباب ضعف أعصاب الجسم؟
تتنوع أسباب ضعف الأعصاب بصورة واسعة، وذلك لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجموعة مختلفة من العوامل، أهمها:
- الحالة الصحية.
- الضغوطات النفسية ونمط الحياة.
- مدى جودة النظام الغذائي المتبع.
عوامل أخرى تجيب عن التساؤل الشائع: ما سبب تعب الأعصاب؟
هناك مزيد من العوامل التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن أسباب ضعف أعصاب الجسم في الأعمار المختلفة، وعلى رأسها:
- تعرض الأعصاب لحادث أو إصابة مباشرةً.
- تناول أنواع معينة من الأدوية، مثل الكيماوي لعلاج الأورام.
- الاستنشاق المزمن لملوثات البيئة والمواد الكيميائية الضارة.
مهما كان العمر… الأمراض المزمنة هي أبرز أسباب ضعف أعصاب الساقين والجسم عمومًا
تعمل جميع أجهزة الجسم في نظام متناغم ومتناسق يشبه تروس الماكينة الواحدة، التي إذا تعطل أحدها لن تتمكن من تأدية وظيفتها بصورة سليمة.
هذا هو ما يحدث حال الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، إذ لا ينتهي تأثيرها عند العضو المصاب، بل يمتد ليشمل أجزاء أخرى في الجسم لا سيما الأعصاب، ومن أهم هذه الأمراض:
- داء السكري، ويعد أشهر أسباب ضعف أعصاب الساقين واليدين وأكثرها شيوعًا.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والتصلب المتعدد (MS).
- التهابات الأعصاب إثر الإصابة بالعدوى، مثل الهربس، والإيدز، والتهابات الكبد الوبائية (B) و(C).
- الأورام بنوعيها الحميدة والخبيثة؛ لما تسببه من ضغط على الأعصاب المحيطة بموضع الورم.
- اضطرابات وظائف الكلى والكبد.
- قصور الغدة الدرقية.
- تصلب الشرايين الذي يتسبب في انخفاض كمية الدم المتدفقة إلى المخ، ومن ثم ضعف الجهاز العصبي.
- الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية.
ضغوط الحياة وتقلباتها تعتلي قائمة أسباب ضعف الأعصاب عند الشباب
إن لم يكن الشاب مصابًا بأحد الأمراض المذكورة سابقًا، فإنه في ظل الأزمات العالمية التي تعصف بنا جميعًا في الفترة الأخيرة يضطر للتنازل عن التوازن في حياته، وقضاء ساعات طويلة في العمل وربما في أكثر من وظيفة سعيًا لكسب الرزق، ومن ثم يعيش ضغوطًا بدنية ونفسية تفوق طاقته، وهذا لا شك يُنهِك الأعصاب ويصيبها بالضعف.
وربما هذا ما يفسر كثرة ما يدور بين الشباب من شكاوى تتعلق بالآتي:
- ضعف الذاكرة.
- صعوبة التركيز.
- الشعور بالقلق والتشتت.
- اضطرابات النوم.
العنف الأسري أحد أهم أسباب ضعف الأعصاب عند الأطفال
وما لا يمكن تجاهله عند الحديث عن أسباب ضعف الأعصاب عند الأطفال تفريغ بعض الآباء والأمهات طاقاتهم السلبية وضغوطهم النفسية في أطفالهم، فيعنّفونهم باستمرار أو ينهالون عليهم بالضرب ولا يدركون سوء فعلتهم إلا بعد ظهور أعراض ضعف الأعصاب على أبنائهم، ومنها:
- التشنجات.
- بطء التطور الحركي والعقلي.
- التبول اللاإرادي.
مزيد من أسباب ضعف الأعصاب عند الأطفال
تنطوي الأسباب الأخرى لضعف الأعصاب عند الأطفال على ما يلي:
- العوامل الوراثية والجينات، مثل حالات متلازمة داون.
- اضطرابات طيف التوحد.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة لصحة الأعصاب، وعلى رأسها:
- فيتامينات B1,6,12.
- فيتامين D.
- فيتامين E.
- الأوميجا 3.
- الماغنيسيوم.
- ابتلاع أحد أنواع السموم عن طريق الخطأ.
أهم النصائح للحد من تفاقم تبعات ضعف الأعصاب
حتى لا يضطر الطبيب للجوء إلى جراحة الأعصاب في العلاج، ينبغي للمريض الالتزام ببعض النصائح للحد من مضاعفات ضعف الأعصاب، ومن أهمها:
- الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة والمتابعة الدورية مع الطبيب المتخصص في حال الإصابة بأحد الأمراض المُشار إليها سلفًا.
- التركيز على دعم صحة الأعصاب والعضلات من خلال:
- التغذية السليمة.
- ممارسة التمارين الرياضية.
- الحصول على قسط كافِ من الراحة والنوم.
- الاستعانة بأخصائي العلاج الطبيعي لتقوية العضلات المتأثرة بضعف الأعصاب.
- طلب الاستشارة النفسية من المتخصصين دون حرج، فذلك مما يعين على مواجهة الضغوطات وإدارتها بهدوء.
- توفير بيئة آمنة للأطفال، والحرص على تفهم ذوي القدرات الخاصة منهم وتقبلهم.
وفي النهاية، أيًا كانت أسباب ضعف الأعصاب فلا تدعها ترهقك أكثر، واستشر الدكتور محمد الحسيني -أخصائي جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري- ليساعدك برصيد خبراته في علاج ضعف الأعصاب لتعيش حياة مستقرة لا يعكر صفوها الألم.